الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
{فَلِذلِكَ} فلأجل التفرق ولما حدث بسببه من تشعب الكفر شعبا {فَادْعُ} إلى الاتفاق والائتلاف على الملة الحنيفية القديمة {وَاسْتَقِمْ} عليها وعلى الدعوة إليها كما أمرك اللّه {وَلا تَتَّبِعْ أَهْواءهُمْ} المختلفة الباطلة بما أنزل الله من كتاب، أي كتاب صحّ أنّ اللّه أنزله، يعنى الإيمان بجميع الكتب المنزلة، لأنّ المتفرقين آمنوا ببعض وكفروا ببعض، كقوله تعالى: {وَيَقولونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ} إلى قوله: {أُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا} {لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ} في الحكم إذا تخاصمتم فتحاكمتم إلىّ {لا حُجَّةَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمُ} أي لا خصومة لأنّ الحق قد ظهر وصرتم محجوجين به فلا حاجة إلى المحاجة. ومعناه: لا إيراد حجة بيننا، لأنّ المتحاجين: يورد هذا حجته وهذا حجته {اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنا} يوم القيامة فيفصل بيننا وينتقم لنا منكم، وهذه محاجزة ومتاركة بعد ظهور الحق وقيام الحجة والإلزام. فإن قلت: كيف حوجزوا وقد فعل بهم بعد ذلك ما فعل من القتل وتخريب البيوت وقطع النخيل والإجلاء؟ قلت: المراد محاجزتهم في مواقف المقاولة لا المقاتلة.
|